يعد اضطراب الشخصية التجنبية أو الاجتنابية من أكثر الاضطرابات نفسيًا حيث يتسم بالخجل الشديد، وتجنب التفاعل الاجتماعي. وصعوبة تكوين العلاقات والحفاظ عليها جراء الخوف المسبق من التعرض للرفض وشعور الشخص بالدونية وعدم الكفاءة وقد يعاني المصاب من حساسية شديدة للنقد والخوف من عدم ترحيب الآخرين به ما يؤثر سلبًا على حياته العملية والاجتماعية، فقد يصل الأمر إلى تجنب حضور مقابلات التوظيف والاجتماعات.
سنتعرف في هذا المقال على أعراض اضطراب الشخصية الاجتنابي، وأسبابه، وكذلك طرق التشخيص والعلاج.
أعراض اضطراب الشخصية التجنبية:
غالبًا ما تظهر أعراض اضطراب الشخصية التجنبية في بداية مرحلة الشباب، وتدور الأعراض حول ثلاثة محاور هي زيادة الحساسية للنقد أو الرفض، والشعور بالنقص وعدم الكفاءة. والتجنب الاجتماعي، حيث يولي المصاب بالاضطراب أهمية كبيرة لآراء الآخرين فيه وردود أفعالهم وتعابيرهم، وعادة ما تؤدي طبيعته المترددة والقلقة إلى سخرية الآخرين منه والتقليل من شأنه
تتضمن أعراض وعلامات اضطراب الشخصية الاجتنابية ما يلي:
- تجنب الأنشطة والأعمال التي تستدعي التواصل مع الآخرين، بسبب الخوف من التعرض للنقد أو الرفض.
- عدم الاختلاط بالآخرين إلا بعد التأكد من قبولهم له.
- الشعور الدائم بالخجل والارتباك في المواقف الاجتماعية جراء الخوف من ارتكاب خطأ والتعرض للإحراج.
- عدم الثقة بالنفس والشعور بأنه أقل من الآخرين.
- تضخيم الأمور وإعطائها أكبر من حجمها.
أسباب اضطراب الشخصية التجنبية:
لم يعرف سبب محدد لاضطراب الشخصية الاجتنابية حتى الآن. ولكن يُعتقد أن عدة عوامل قد تتداخل في الإصابة بهذا الاضطراب وتشمل العوامل الوراثية، والبيئية، والاجتماعية، والنفسية.
ومن الممكن أن تتضمن أسباب اضطراب الشخصية التجنبية الأكثر شيوعًا ما يلي:
- تعرض الطفل للإيذاء النفسي.
- كثرة التعرض للنقد أو السخرية.
- افتقاد الطفل لعطف وحنان الوالدين.
- التعرض للرفض من قبل زملائه.
ما هو تشخيص اضطراب الشخصية التجنبية:
لا يوجد لاضطراب الشخصية الاجتنابية اختبار محدد، ويعتمد التشخيص على أخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء الفحص البدني لاستبعاد أي أسباب أخرى. وكذلك تقييم الأعراض وطريقة استجابة الشخص أثناء الفحص، حيث قد يُظهر المصابون باضطراب الشخصية الانعزالية ردود فعل تجنبية أثناء الفحص والعلاج.
عادة لا يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية عند الأطفال أو المراهقين، حيث أن نمط الشخصية وسلوكيات الفرد في هذه المرحلة العمرية يكون متغيرًا، فربما يكون التحفظ والخجل فترة مؤقتة في هذه المرحلة.
علاج اضطراب الشخصية التجنبية:
غالبًا لا يسعى المصاب باضطراب الشخصية التجنبية للعلاج إلا عند معاناته من مشاكل أخرى، مثل القلق والاكتئاب
يهدف علاج اضطرابات الشخصية التجنبية إلى الحد من الأعراض التي يعاني منها المصاب ومساعدته على تخفيف الشعور بالقلق. بالإضافة إلى ذلك يساهم العلاج في التغلب على فكرة التجنب والانعزال التي تسيطر على المصاب.
من حيث العلاج النفسي
تشمل الأساليب المتبعة في علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي: يساهم العلاج السلوكي المعرفي في تحديد الأفكار والمعتقدات السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية.
- العلاج النفسي الديناميكي: بعد العلاج النفسي الديناميكي من الأساليب الفعالة التي تهدف إلى حل المشكلة من جذورها. حيث يعمل على مساعدة الشخص في إدراك الأفكار الراسخة في اللاوعي وفهم التجارب السابقة والصراعات العاطفية وراء الإصابة بهذا الاضطراب. ومن ثم العمل على حلها لتصحيح نظرة الشخص لذاته، وزيادة ثقته بنفسه، وتوضيح كيف يراه الآخرون.
من حيث العلاج الدوائي:
لا يوجد لعلاج الشخصية التجنبية دواء معتمد حتى الآن، ولكن قد يفيد استخدام بعض الأدوية في حالات اضطراب الشخصية التجنبية والاكتئاب أو القلق. حيث تعمل على تخفيف هذه الأعراض المصاحبة، ومن أمثلة هذه الأدوية مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق.
هل من الممكن أن يكون علاج اضطراب الشخصية التجنبية نهائيًا؟
يساهم علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية في تحسين الأعراض وتطوير قدرة الشخص على التواصل مع الآخرين. ومع ذلك قد يظل الشخص محتفظًا بسمات شخصيته الخجولة ما يجعله يواجه بعض الصعوبات في الانخراط في الأنشطة الاجتماعية.