تعريف الوسواس القهري

هو أحد الاضطرابات النفسية التي يعاني فيها الشخص من تكرار أفكار ومخاوف أو أحاسيس غير مرغوب فيها (وسواسية) تجعله يشعر بأنه مُكره على تكرار أفعال أو سلوكيات (قهرية) في محاولة للتخلص من هذه الأفكار والوساوس. يعد اضطراب الوسواس القهري أكثر انتشاراً في النساء عن الرجال، وعادة ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في إبقاء تركيزهم بعيداً عن الهواجس أو إيقاف الأعمال القهرية، حتى لو كانوا يدركون أن هذه الهواجس غير منطقية. ويمكن أن تتداخل السلوكيات المتكررة وتسبب الكثير من الضغط النفسي للمصاب، مثل غسل الأيدي أو التنظيف، بشكل كبير مع الأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.

ماهي أسباب الوسواس القهري؟

لم يتمكن الأطباء والباحثون من تحديد أسباب الوسواس القهري الفعلية المباشرة التي تؤدي إلى الإصابة به، ولكنه يحدث عادة نتيجة مجموعة من العوامل، والتي يمكن أن تشمل:

• العوامل الوراثية: تزداد احتمالية إصابة الشخص بالوسواس القهري إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به، ولكن لم يتم تحديد الجينات المسؤولة عن ذلك بعد.
• العوامل البيولوجية: قد يؤدي تغيير الوظائف الدماغية أو حدوث اختلال في توازن النواقل العصبية، مثل نقص تركيز الناقل العصبي السيروتونين إلى الإصابة بالوسواس القهري.
• العوامل البيئية: يمكن أن تلعب الظروف البيئية المحيطة والأزمات الشخصية دوراً في حدوث الوسواس القهري، مثل التعرض لسوء المعاملة أو الاعتداء في مرحلة الطفولة، أو وفاة شخص عزيز، وكذلك الأعباء المادية، وضغوط العمل، والعلاقات الأسرية. كل هذه العوامل قد تؤدي إلى الإصابة.

ما أنواع الوسواس القهري:

• وسواس النظافة.
• وسواس التأكد.
• وسواس الترتيب والتناسق.
• وسواس الاكتناز.
• وسواس اجترار الأفكار.

الأعراض

الأعراض الوسواسية هي أفكار أو دوافع متكررة ومستمرة غير منطقية تسبب الضيق والقلق للمريض وقد تستمر أكثر من ساعة يومياً. ويحاول المرضى التخلص من هذه الهواجس بالقيام بالأفعال القهرية، أو تجاهلها من خلال إلهاء أنفسهم بأمور أخرى بعيدة عن ذلك. كما يمكنك أيضا عمل اختبار الاكتئاب للتأكد من إن كنت مصاباً.

كيف يتم تشخيص الوسواس القهري؟
يبدأ الطبيب تشخيص بأخذ التاريخ الطبي، ثم إجراء فحص بدني وقد يطلب عمل بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد الأمراض العضوية.
يتم تقييم الأعراض التي يعاني منها المريض بناء على معايير تشخيص المرض.

هل يمكن علاج الوسواس القهري نهائياً؟

لا يمكن العلاج نهائياً، ولكن تساعد طرق العلاج المختلفة على التخفيف من الأعراض أو تحسين حالة المريض. وإعادة دمجه في المجتمع يتضمن العلاج الدوائي الأدوية التي تعمل على النواقل العصبية الموجودة في الدماغ خاصة السيروتونين، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج الوسواس القهري بجرعة أعلى مقارنة بالاكتئاب. ويمكن أن يستغرق بدء مفعول هذه الأدوية مدة تصل إلى 3 أشهر.

نصائح لتعايش مع الأشخاص المصابين

يعد اضطراب الوسواس القهري والاضطرابات النفسية الأخرى أمراضاً يجب تقبلها. والتعامل معها من خلال مراجعة الطبيب المختص، والخضوع للعلاج الذي يصفه، ويمكن اتباع عدد من الإرشادات التي قد تساهم في تخفيف هذه الاعراض وعلاجها. ومنها ما يلي :

• الالتزام بتناول الأدوية تبعاً لتعليمات الطبيب، وعدم إيقاف الأدوية، أو تغيير الجرعات إلا بعد استشارة الطبيب.
• إبلاغ الطبيب عند ظهور أي أعراض جديدة لدى المريض.
• اتباع نظام غذائي صحي، حيث يساعد تناول الأطعمة الصحية على تحسين المزاج وحالة المريض. ومن هذه الأطعمة (المكسرات، ومصادر البروتين، والفواكه والخضراوات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والحبوب الكاملة، والأسماك).
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء.
• الانخراط في المجتمع وبناء علاقات صحية مع الآخرين.
• وضع روتين نوم مريح.
• تجنب المشروبات الكحولية.