ما هو الضغط النفسي والعصبي؟
الضغط النفسي هو الشعور بالقلق والتوتر المفرط، بسبب أفكار أو توقعات سلبية لحدث لم يحصل. تجعل الفرد يشعر بالعجز والخوف من عدم القدرة على القيام بالأداء المناسب عند حدوث الأمر الذي يخاف منه.
مثل القلق من الفشل في اختبار القيادة، أو الخوف من عدم تحقيق النتائج المطلوبة في الفصل الدراسي. ممّا يؤدي الى الشعور بالتوتر مسبقاً الذي بدوره يسبب الضغط العصبي والنفسي للفرد.
وتختلف الأسباب من شخص الى آخر، فالبعض قد يصاب بالتوتر بسبب حدوث تغييرات كبيرة في حياتهم. مثل الانتقال الى منزل جديد أو وجود مخاوف مادية، حيث يصاب الفرد بالقلق من عدم اكتمال مبلغ مادي لإيجار المنزل الذي يعيش به. أو التقدم الى الزواج فيصبح هناك ارتباكاً في المشاعر لأنه يعتبر مرحلة انتقالية كبيرة في الحياة.
كما أنه بشكل عام من الطبيعي ان يصاب الانسان بالتوتر، في الواقع هو مفيد ان استطعت تعلم كيفية التعامل معه. دون أن تبالغ في التوقعات والأفكار السلبية، التي تجعل هذا التوتر يصبح ما يسمى الضغط العصبي أو الضغط النفسي.
ما هي اعراض الضغط النفسي والعصبي؟
يعاني الجميع من التوتر والاجهاد، بسبب ظروف الحياة بشكل عام. لكن مع ذلك فإن طريقة التعامل مع التوتر، هي التي تحدث فرقاً في جودة حياة الفرد. كما يمكنك أيضا عمل اختبار الاكتئاب للتأكد من إن كنت مصاباً.
وتؤثر على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، ويمكننا القول انها تؤثر حتى الصحة العقلية أيضا. لكن هناك نوعين من الأعراض الشائعة نذكرها لكم.
اعراض الضغط النفسي الجسدية
- انخفاض الطاقة والشعور بالخمول.
- انقباض العضلات وخاصة في الرقبة وعند الكتفين.
- ازدياد سرعة دقات القلب على غير المعتاد.
- أرق شبه دائم يسبب صعوبة في النوم.
- نقص في المناعة، ممّا الى الإصابة بالمرض بشكل متكرر.
- مشاكل في الجهاز الهضمي، خاصة القولون.
- طحن الأسنان دون الانتباه لذلك.
- قد يكون الإسهال أحد الأعراض أيضا.
- الصداع المزمن أو المستمر أحياناً.
- انخفاض الرغبة الجنسية لدى المتزوجين خاصةً.
- فقدان الشهية في بعض الحالات أو العكس تماماً.
اعراض الضغط النفسي النفسية والعقلية
- تقلبات وتغيرات في الحالة المزاجية.
- انخفاض القدرة على التركيز.
- كثرة النسيان وصعوبة في التذكر.
- سرعة الانفعال والشعور بالغضب.
- التشتت الفكري بشكل سريع.
- الشعور بالإحباط والعجز وعدم الثقة بالنفس.
- صعوبة اتخاذ القرارات.
- تجنب مقابلة بعض الناس، وأحيانا الانطوائية أو الانعزال عن المجتمع.
- عدم انتظام أوقات النوم، أيضا مدة النوم في حالة متغيرة.
أسباب الضغط النفسي
تختلف الأسباب من شخص الى آخر، وهناك الكثير من الأمور المختلفة في الحياة التي قد تسبب الضغط النفسي والعصبي.
وأغلب الأسباب الرئيسية للتوتر والضغط النفسي، هي الأسباب المالية وفي العمل أو العلاقات الأسرية مثل مسؤولية الأمومة والأبوة. وعند الشباب مثل الدراسة والقلق من ضعف الاداء والتوتر أثناء انتظار النتائج.
لكن هناك أسباب قد تكون جذرية يغفل عنها الكثير نذكر أهمها:
التفكير المفرط (Overthink)
الكثير من الناس الآن أصبحوا يعانون من مشكلة التفكير الزائد والمفرط، خصوصا في عصر التطور الحالي. ويعتبر التفكير المفرط أحد أسباب الضغط النفسي، وهو نوع من التفكير في الماضي أو المستقبل مع الانحياز الى السلبية.
أيضا رؤية احتمالات كثيرة في الماضي كانت قد تؤدي حال أفضل من الوضع الحالي، فيكون في أفكار المصاب الكثير من “لو فعلت كذا” أو “لو أنني لم أفعل” وغيره.
كما يكون هناك أيضا تفكير في المستقبل والاحتمالات التي قد تحصل وتوقع ورؤية عدة سيناريوهات سلبية لم تحدث أصلا.
الخوف من المستقبل
يعاني الكثير من الخوف من المجهول أو المستقبل وهو أمر قد يكون طبيعي إن لم يصبح وسواس شبه دائم. يحاول الشخص المصاب بهذا الوسواس تأمين نفسه بشكل شبه دائم ويصبح الحذر.
كما قد يؤدي توقع الاحداث مسبقاً مع وجود هذا الخوف الى اخذ الحيطة والارتياب بشكل غير عادي. دون إدراك لهذا الشخص انه قد تعدى الخوف الطبيعي فيصاب بالضغط العصبي والنفسي.
الهدف من الحياة
بشكل عام كل شخص يبحث عن معنى وهدف من حياته. لكن الظروف اليومية وضغوط الحياة قد تجعلنا أحيانا ننسى انه لا يوجد هدف من هذا كله.
والسبب الرئيسي في هذا هو محاولة إرضاء توقعات الآخرين أو الأهل خاصة، دون مراعاة وجود رغبة للشخص ذاته. ممّا يجعل المصاب في حالة من عدم وجود سبب لما يفعله. فيجبره الواقع على الاستمرار دون رغبة منه، تؤدي إلى اصابته بالضغط النفسي.
مرض الشك والوسواس
التعامل مع المجتمع في هذا العصر الذي يعتبر مادي وسطحي في الغالب. يجعل الفرد يتعرض كثيراً لمواقف عديدة منها:
الخطر، الخيانة، الغدر، الغش، وما شابه ذلك. تعدد هذه المواقف على أحد الناس قد تؤدي به الى ان يكون كثير الشك. خاصة بمن هم حوله من مقربين وأصدقاء، فيصبح كل شخص محيط بالمصاب مشتبه به.
والمبالغة في هذه الشكوك تجعل الفرد يصاب بوسواس الشك، والقلق والارتياب شبه الدائم. فيتوقع دائما السوء من الناس ويرى ان الكل قد يحملون نية سيئة في داخلهم.
ويؤدي ذلك الى ان يصاب بضغط نفسي وعصبي مستمر وقد يؤدي الى الانعزال عن المجتمع أيضا.
كما أنه هناك الكثير من الأسباب الأخرى مثل الجينات الوراثية والبيئة المحيطة بالمصاب نذكرها لكم لاحقا.
كيفية التخلص من التوتر
لا يوجد طريقة سريعة ومباشرة تمكن الفرد من التخلص من التوتر، لأن الاضطرابات النفسية بشكل عام تحتاج وقتا كي تتخلص منها بشكل نهائي.
لكن هناك بعض الطرق الشائعة التي قد تساعدك في تخفيف الضغط النفسي أو العصبي والتوتر. وهي فعالة نوعاً ما، يمكن ان تفي بالغرض عند عدم القدرة على تحمل هذا الضغط. نذكر بعضا من هذه الطرق:
- الابتعاد عن الكافيين والمشروبات التي تحتويها مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة وغيره.
- الالتزام بالنشاطات الرياضية البدنية لأنها تقلل من هرمونات التوتر وتساعد على التخلص منه.
- تجنب المماطلة (التسويف) وتأجيل الأعمال التي يتوجب عليك إنجازها في مواعيد محددة. لأن التسويف يسبب توليد المزيد من الضغط النفسي والتوتر.
- احرص على ان تحصل على قسط كافي من النوم وان تلتزم بنظام يومي وتوقيت ثابت للنوم.
- طلب المساعدة من الأصدقاء والمقربين، لأن في جميع الاضطرابات النفسية مشاركتها تساعد المصاب جدا على تخطيها. كما أن الاخفاء والكبت لهما نتائج عكسية أيضا.
كما يجب علينا ان نذكر ان الدعاء والتقرب الى الله عز وجل هو أفضل هذه الطرق للتخلص من التوتر. أيضا الإعراض عن ذكر الله والابتعاد عن عبادته، يجعلان العبد المؤمن يشعر بالضيق والضنك.
قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) سورة طه 124