اضطراب الشخصية الوسواسية – الأعراض والأسباب والعلاج

إن اضطراب الشخصية الوسواسية يتميز بنمط عام من القلق حول الانتظام، الكمالية. أو الاهتمام المفرط بالتفاصيل، التحكم العقلي والشخصي، وحاجة الشخص إلى السيطرة على بيئته، على حساب المرونة والانفتاح على التجارب والخبرة والكفاءة. كما قد يوصف المصاب بهذا الاضطراب بالإدمان القهري للعمل والبخل أيضا في معظم الأحيان.

قد يجد الشخص المصاب بهذا الاضطراب صعوبة في الاسترخاء، والشعور الدائم أن هناك حاجة إلى المز يد من الجهد لتحقيق أهدافه. كما يمكن أن يخطط أنشطته تخطيطاً وقتياً دقيقاً، ويظهر ذلك في شكل ميل قهري للحفاظ على السيطرة على بيئته، ويكره الأشياء التي لا يمكنه التنبؤ بها كما يكره الأشياء التي لا يمكنه السيطرة عليها.

اضطرابات الوسواسية هي حالة مرضية تتميز بالقلق الشديد والتفكير المستمر في أفكار معينة، والتي يصعب التخلص منها، ويمكن أن تؤثر على حياة الشخص بشكل كبير. يمكن أن يتضمن هذا الاضطراب القلق بشأن النظافة، والترتيب، والتحقق من الأشياء بشكل مستمر، وغيرها من الأفكار المتكررة. 

 وعادة ما يتصف المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية بالخصائص التالية:

  • صعوبة التعبير عن مشاعرهم.
  • غير قادرين على تكوين علاقات وثيقة مع الآخرين والحفاظ عليها.
  • الهوس بالكمال إلى درجة تجعلهم غير فعالين.
  • غالبًا ما يشعرون السخط والغضب.
  • العزلة الاجتماعية.
  • كثيرا ما يصاب مرضى اضطراب الوسواسية باضطرابات أخرى مثل الاكتئاب والقلق. 
  • اتباع القواعد واللوائح.
  • الاعداد القهري للقوائم والجداول الزمنية.
  • صلابة المعتقدات أو انعدام مرونتها.
  • الانشغال بالتفاصيل والحقائق الدقيقة.
  • إظهار الكمال الذي يتداخل أو يعوق الوظيفة الاجتماعية أو المهنية للفرد
اضطراب الشخصية الوسواسية

علاج اضطراب الشخصية الوسواسية

يتضمن العلاج السلوكي المعرفي والذي يُعد أكثر علاجات اضطراب الشخصية الوسواسية شيوعاً على الإطلاق. وهو علاج يهدف إلى تعريف المصاب بالسلوكيات والأفكار المُشكلة ثم المساعدة في التعامل مع هذه السلوكيات وتغييرها إلى أفكار وسلوكيات صحيحة ومنتجة.

يتضمن علاج الشخصية الوسواسية ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي نوعًا من العلاج النفسي أو العلاج بالكلام. كما يعمل على مساعدة الشخص على تغيير سلوكياته لتحسين نمط حياته وتعزيز علاقته بمن حوله، وتشجيعه على توزيع اهتمامته بين العمل وقضاء الوقت مع أسرته وأصدقائه.

العلاج الدوائي

قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية وهي نوع من مضادات الاكتئاب. لذلك تساعد في الحد من القلق والتوتر، وتحسين الحالة المزاجية والنوم.

ممارسة تمارين الاسترخاء

يساهم ممارسة تمارين الاسترخاء في تخفيف التوتر والقلق.

الشخصية الوسواسية والزواج:

الارتباط والزواج بالنسبة لمريض اضطراب الشخصية الوسواسية ليس أمرا سهلا. فمريض الشخصية الوسواسية يعاني من الشك والتردد في اتخاذ القرار بشأن اختيار شريك حياته.

وكثيرا ما يبقى دون زواج بسبب معاييره الصارمة في اختيار شريك حياته، وفي حالة الزواج. فإن مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية كثيرا ما ينفصلوا بسبب معاييره الصارمة في الحياة الزوجية.

عادة ما يعاني أزواج مرضى اضطراب الشخصية الوسواسية بسبب ذلك الاضطراب. خصوصا بسبب ما تعانيه من جمود عاطفي وصعوبة في التعبير عن مشاعرهم.

ورغبتهم الدائمة في السيطرة على البيئة من حولهم، وفي هذه الحالة قد يكون العلاج الزوجي والعلاج المعرفي السلوكي مفيدا. ولكن يجب الانتباه إلى أن التغيير لن يكون سريعا وكبيرا، وإنما يحتاج الأمر وقتا طويلا ليحدث تغييرا في طريقة تفكير وسلوك مصابي هذا الاضطراب.

ما الفرق بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري؟

قد يخلط البعض بين الشخصية الوسواسية واضطراب الوسواس القهري، وبالرغم من وجود أوجه تشابه بينهما، إلا أنهما حالتان منفصلتان ومختلفتان.

يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري من سيطرة هواجس وأفكار وسواسية تؤدي إلى الشعور بقلق شديد. وهو ما يدفعهم إلى القيام بأفعال أو سلوكيات قهرية في محاولة لتخفيف القلق الناجم عن هذه الأفكار.

فعلى سبيل المثال يسيطر على المصابين بوسواس النظافة فكرة الخوف الشديد من الجراثيم أو الإصابة بعدوى ما يدفعهم إلى تكرار غسل أيديهم مرارًا وتكرارًا أو تكرار الاستحمام إلى درجة قد تعوق أداء المهام اليومية.

وعادة ما يدرك هؤلاء الأشخاص أن أفكارهم غير منطقية، ولكنهم لا يستطيعون السيطرة عليها. بينما الشخصية الوسواسية هي درجة أقرب إلى اضطراب في طباع الشخصية.

تجعل صاحبها يسعى للتنظيم واتباع القواعد في جميع الأمور وفرضها على الآخرين، وعدم امتلاك مرونة في التفكير، بل ويؤمن بأن أفكاره صحيحة تمامًا والآخرين هم المخطئين. مما قد يؤثر على علاقاته الاجتماعية.